أثناء دراسة فريد سميث، مؤسس شركة فيدكس في جامعة Yale، كانت أحدى المواد الدراسية تتضمن تدريب عملي على إنشاء شركات ومؤسسات تجارية. قدم فريد ورقته التي تتناول فكرة تأسيس شركة شحن لوجستية تتولى عملية التوصيل بشكل كامل ، وتشغل اسطولها الخاص من الطائرات والشاحنات ومحطات الخدمة، بعكس النموذج السائد آنذاك الذي تقوم فيه شركات مختلفة بتقديم سلسلة الخدمات المتعلقة بالتوصيل والشحن.
الورقة التي قدمها فريد لم تعجب مدرس المادة كثيرا، حيث منحه تقييم “جيد”، مشيرًا إلى صعوبة تطبيق الفكرة على أرض الواقع. لم يقنع هذا الرد فريد، حيث بقيت الفكرة تراوده حتى تخرج من الجامعة وقرر أن يحاول تنفيذها.
جمع فريد التمويل الأولى لتأسيس الشركة وانطلقت العمليات، الا انها لم تكن رحلة سهلة، واجهت الشركة صعوبات كبيرة في إستقطاب العملاء وإدارة العمليات وبناء نموذج عمل غير مسبوق من الصفر، إلى أن وصل المبلغ المتبقي في حسابات الشركة ٥ آلاف دولار في الوقت الذي تبلغ إلتزاماتها العاجلة ٢٤ ألف دولار.
مع احتمال الإفلاس الوشيك، جمع فريد ما تبقى في حساب الشركة البنكي وانطلق إلى مدينة لاس فيغاس الشهيرة بكازينوهات القمار، لم يكن في باله الا فكرة واحدة، إذا كانت الشركة ستفلس على أي حال، فلا فرق تشكله خسارة المبلغ المتبقى في الحساب.
نجحت المغامرة، ومكنت الأرباح التي حققها فريد من لعبة البلاك جاك الشركة من الاستمرار بالعمليات لبضعة أسابيع أخرى كانت كافية لإقناع المستثمرين بضخ مبلغ إضافي مكنها من الوصول لتعادل في المصاريف والدخل وبعدها انطلقت في مسيرة ناجحة تكللت بالإدراج في سوق الأسهم كشركة مساهمة عامة عام ١٩٧٨ لتصبح واحدة من أكبر شركات الشحن في العالم.